تحريم الغيبة


بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعينالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالغيبة من المعاصي التي أصبحت في حكم العادة و هي عادة سيئة منتشرة بين
الناس و النساء منهم خصوصا هداهن الله و تكثر في المجالس فهي بمثابة فاكهة المجالس و لكن فكهة طعمها مر يورث الندم و الخزي و رغمذلك يتساهل الكثير منا في أمر هذه المعصيةو لا يحدث نفسه بالثوبة و لا يحاسبها و لا يراقبها لدى أردت أن أذكر نفسي الضعيفة أولا و أذكركم إخواني و أخواتي و لنتذاكر معا و لا ننسى و إذا نسينا نسرع بالثوبة إلى الله عسى أن يتقبلها منا و أحاول من خلال الموضوع أن أتطرق إلى كل الجوانب المتعلقة بالغيبةماهي الغيبة ؟ و ماهي الآيات و الأحاديث المحرمة للغيبة ؟ و ماهي الغيبة المباحة ؟ و ماهي كفارة الغيبةسئل الشيخ العلامة عبد الله بن الرحمن بن جبرين رحمه الله عن الغيبة فأجابالغيبة: هي ذكر إنسان غائب بما يكرهه مما فيه تنقص له أو عيب أو قدح في دينه أو كلام يشينه، وفيه ظلم له ويعد منكرًا وكبيرة من الكبائر، ويباح من المظلوم إظهار ظلمته وذكر من ظلمه حتى ينصره المسلمون، أو حتى يحذروا من ذلك الظالم، ولا يدخل في الغيبة ما يخطر في النفس ولا ما يحدث بهالإنسان قلبه عن فلان أو فلانة، ولا يدخل في ذلك الكلام عند الأصم أو النائم أو الذي لا يفهم الكلام ولا يعرف تلك اللغة، لكن إنحصل تفهيمه بالإشارة كان ذلك من الغيبة.الآيات و الأحاديث المحرمة للغيبة :قال الله تعالى " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " الحجراتقال تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنهمسئولا" الإسراءقال تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ق اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظلسانه عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيهالمصلحة ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيءوعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت متفق عليه وهذا الحديث صريح في أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرا وهو الذي ظهرت مصلحته ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلموعن أبي موسى رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال من سلمالمسلمون من لسانه ويده متفق عليهوعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب متفق عليه ومعنى يتبين يتفكر أنها خير أم لاوعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم رواه البخاريوعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله الله بهارضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه رواه مالك في الموطإ والترمذي وقال حديث حسن صحيحوعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيحوعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب وإن أبعد الناسمن الله القلب القاسي رواه الترمذيوعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسولالله صلى الله عليه وسلم من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسنوعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلتيا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك رواه الترمذي وقال حديث حسنوعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصبح ابنآدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمتاستقمنا وإن اعوججت اعوججنا رواه الترمذي معنى تكفر اللسان أي تذل وتخضع لهوعن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتيالزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا "تتجافى جنوبهم عن المضاجع " حتى بلغ " يعملون" السجدة ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النارعلى وجوههم إلا حصائد ألسنتهم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقد سبق شرحمتى تباح الغيبة ؟إذا كان فاسقا مجاهراينبغي للمسلم تحذير الناس من فسقه ومعاصيه ويحرم ذكر عيوبه الأخرى بقصد التنقض منهأن يشتكي المسلم للقاضي أو يستفتي شيخه فيقول فلان ظلمنيوإن كان الأفضل في حال الاستفتاء أن يقولما رأيكم في رجل كان من أمره كذا وكذاالمشاورة كأن يسألك إنسان عن أخلاق شخص ما يريد تزويجه لابنتهفي هذه الحالة ينبغي عليك ذكر كل ماتعلم منباب الدين النصيحةالتعريف كأن يكون أحدهم مشتهرا بلقب معين ولا يعرف إلا به كالأعرج أو الأعمشأن يقول للوالي أو من في محله من الذيم يستطيعون إنكار المنكر فلان يفعل كذا وكذارغبة منه في رد العاصي للصوابكفارة الغيبةالتوبة والندم على التفريط في حق اللهإذا كانت الغيبة قد بلغت الرجل فعليه أن يطلب من الذي اغتابه أن يسامحه ويظهر له الندموإذا كانت لم تبلغه فعليه الأستغفار له والإكثار من الدعاء له وذكره محاسنه أمام الذين اغتبه امامهم.


تم بحمد الله
SHARE

حكمة اليوم